مقتطف من كتاب: تذكري أنك امرأة

للكاتب: بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

حان وقت اتخاذ القرار

سبب كل ما نعيشه هو في الواقع مجال جذب أفكارنا ومعايناتنا. كما قد يكون جزءا منه ما أخذناه عن أسلافنا جينيا عبر الذهن

تقبلي الأمر ! باتهامنا لأنفسنا وللآخرين لا نستفيد شيئا. نبقى دائما داخل حلقة مفرغة

نحاول دائما أن نترك لأبنائنا أموالا، أو تدريسهم في أحسن المدارس. من منا يحاول ترك جينة نظيفة لأبنائه ؟

لا يمكننا أن نترك جينة نظيفة دون أن نطهر أنفسنا. قد يكون السبب هو جهلنا كيفية فعل ذلك

أعطهم المال، اهتم بهم، درسهم في أحسن المدارس... إذا ما أعطيت للطفل كل شيء فأنت تجردينه من رغبة النجاح. خاصة إذا ما فعلت ذلك لتطمئني نفسك. لم أتمكن من فعل ذلك فليكن لابني. لا يمكن لأحد أن يعطي آخر إحساسا مثل ذاك الذي يحسه عند لحظة نجاحه

مثلا قد تغضبين من ابنك وتقولين له " أنت كأبيك تماما !". لكن الأب أيضا يغضب منه ويقول " أنت كأمك تماما !". السبب وراء هذا هو عدم مسامحة الزوجين لبعضهما البعض. لأنه لا يستطيع إخبار زوجته بما يراه بها من عيوب يقولها لإبنه

لكن المتضرر الوحيد من ذلك هم الأطفال. الأبوين الجيدين لا يضعان أطفالهما في هذا الإمتحان. إذا كنت ستقولين شيئا لأطفالك فقولي شيئا جميلا. قولي مثلا : من الجيد أنني أنجبتك

أغلب الناس يتزوجون في سن مبكر. فيعيشون مشاكل مادية، ويصابون بالعين والطاقات السلبية والألاعيب.  فلا يتمكنون من العيش بسعادة. وفي النهاية تتشتت أسر لأسباب كان من الممكن تفاديها. لذلك وحتى لا يتم تكوين أسرة ثانية مهددة بالتفكك يجب فهم سبب تفكك الأولى

في الواقع يجب أن نشكر الله تعالى على كل التجارب التي نعيشها. فكل تجربة تنطوي على ربح. فقد تساعدك على تعلم شيء جديد، أو تساعدك على عدم تكرار نفس الأخطاء في التجارب القادمة

إذا كانت العلاقة متدهورة، حاولي أن تشفيها بدل أن تنفصلي. لا تبحثي عن عيوب الطرف الآخر. فلكل شخص عيوب وأخطاء.  فمن لا يرتكب خطأ هو من لا يقوم بشيء أبدا

إذا ما ركزت على إيجابيات الطرف الآخر، فسترين ما هو إيجابي، أما إذا ركزت على سلبياته فسترين ما هو سلبي. ركزي على ما تودين رؤيته

حين لا تتحقق أبسط انتظاراتنا تتغير وجهة نظرنا. فنبدأ بالبحث عن أخطاء الطرف الآخر. نحاول أن نرى فيه أخطاء أبينا. نحاول أن نجد أخطاء علاقاتنا السابقة فيه

 سترين، إنه مثل الآخرين

نعم، سيكون مثل الآخرين لأنك لم تتغيري

كل شيء بقدر، لكن نسبة مجهودك تتغير. من المهم جدا بذل مجهود. لن تتمكني من تنظيف الكارما إذا ما وجهت اللوم للقدر

يبقى داخل مجالك طاقات كل من لم تسامحيهم، بغض النظر عمن سيدخل حياتك بعدها، فستمر لمجاله طاقة علاقتك السابقة نظرا لوجودها بمجالك. لذلك سيبدأ بالتصرف كمن سبقه

ألم يحن الوقت بعد لتتخذي قرارا ؟

بغض النظر عما عشته منذ ولادتك لحدود اليوم، وبغض النظر عما فعلوه بك وما فعلته بهم، فسيحين وقت تنظيف هذه الحسابات والانطلاق نحو بداية جديدة حين ترغبين في ذلك فعلا

هل ستغلقين الدفاتر القديمة وتبدئين من جديد أم ستستمرين في توجيه اللوم لنفسك ولغيرك؟