انتبهي إلى الوسوسة 

انتبهي إلى الوسوسة 

مقتطف من كتاب : تذكري أنك امرأة

للكاتب : بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم : أميمة الزمراني

انتبهي إلى الوسوسة 

 

 

يوجد داخلك صوتين أحدهما واضح والآخر صامت

إنهما الصوتان اللذان نعرفهما. إلى جانب ما نسمعه، دون وعي، من أفكار الآخرين

إضافة للطاقة السلبية التي تعمل بالإشتراك مع النفس (الأنا)... وبالتالي يصبح العقل مشوشا نتيجة التأثيرات الداخلية والخارجية

لا تستطيعين التركيز على أفكارك. انتبهي ! هل أنت صاحبة كل الأفكار التي تدور برأسك؟ كم تسمعين منها؟ أما إذا كانت أحاسيسك قوية، وأسلاكك اللاقطة مفتوحة فوضعك صعب. سيتكلم ذهنك ويتكلم دون توقف... وهكذا تعتقدين في نهاية المطاف أنك صاحبة كل الأفكار التي تدور في رأسك

تخبرك تلك الأصوات أنك دون أية قيمة، غير صالحة لأي شيء، غير محبوبة، فاشلة، أو على العكس من ذلك، تخبرك أنك أفضل من الجميع، وأنهم كلهم أقل منك مرتبة

يا ليتك تعلمين أن من يتحدث بداخلك لست أنت

الأفكار التي تنتجها الوسوسة مثل، الغضب، الغيرة، المنافسة، الجشع، النميمة، اللهفة، الدونية، تعطي طاقة سلبية يكون مصدرها الأنا وباقي الأشخاص ذوي العقول المشوشة

إذا كنت تريدين حقا أن يتكامل بدنك وروحك، فيجب عليك أن تقابلي كل الأوضاع بتسامح لا محدود ولا متناه وأيضا بطمأنينة

 عند قراءتك لهذه الأسطر في هذه الأثناء قد يتدخل الأنا. لا يعقل. كوني واقعية... وسيذكرك بكل الذكريات القديمة وكل ما عشته من أحداث سلبية ليستخدمها كإثبات حتى ترفضي كل ما تقرئينه الآن

أنت من سيقرر لمن ستستمعين... الحياة امتحانك... لن يتمكن شخص آخر غيرك من إنقاذك... لن يتمكن شخص آخر غيرك من تقريبك إلى الله. يستطيع فقط أن يبين لك الطريق.. إذا ما طبقت ما يقال

سيخبرك الأنا أنه على علم بكل شيء.. لكنه لن يطبق شيئا. سيؤخرك على الدوام

لقد جئت مرة واحدة لهذه الدنيا... والطريق الوحيدة للخروج هي الوصول للراحة والسكون الداخلي

حين تزور الوسوسة ذهنك، اعلمي أنها ليست لك... إلجئي إلى الله تعالى. تابعي نفسك باستمرار، ولاحظي أن أغلب أفكارك ناتجة عن الوسوسة

ملحوظة : أحاسيس المرأة أقوى من أحاسيس الرجل. لهذا تلتقطين البث أكثر من الرجل. قد تحسين في الغالب بما يقع من أحداث

إذا كان قلبك مليء باليأس وما لم تسامحيه، فسيأتي ذلك البث من الترددات الصادرة عن الوسوسة. لذلك ستستخدمين أحاسيسك دائما للبحث عن الأخطاء والعيوب، وتوجيه اللوم للطرف الآخر

لكن إذا ما كان داخلك ممتلئ بالمحبة الخالية من الشروط والهناء والتسامح، فستلتقطين البث من طوابق الله الممتلئة بالمحبة

وستصيرين، كما قال مولانا جلال الدين الرومي، كالليل غطاءا لعيوب الآخرين

عزيزتي المرأة، حافظي على الحب الذي بداخلك، وركزي فقط على المحبة والتسامح.. لا تتبعي الأفكار السلبية، فسينتهي بك المطاف محقة وحزينة

دمت على المحبة

 

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!