كيف يؤثر الوقت الذي نقضيه وما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا

كيف يؤثر الوقت الذي نقضيه وما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا

من اللحظة التي نفتح فيها أعيننا كل صباح، لا نترك هواتفنا. نفتح الشاشة بمجرد أن نستيقظ، نتصفح ونحن ذاهبون إلى العمل، نضغط أثناء استراحات الغداء، ونقوم بـ "تصفح" أخير قبل النوم ليلاً، ثم نغفو.

في هذا المقال، سنناقش سؤال "كيف يؤثر الوقت الذي نقضيه وما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا؟" من منظور التنمية الشخصية. سأحاول أن أشرح بلغة بسيطة لماذا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تشكلنا دون وعي في حياتنا اليومية.

وتذكروا أن: حتى لو ضاعت منا ساعات، فالوقت الحقيقي يعيش الآن فقط.

1. يغير مفهومنا للوقت

تمنحنا وسائل التواصل الاجتماعي شعوراً باللانهائية. فبمجرد انتهاء مقطع فيديو، ننتقل إلى آخر. يظهر منشور آخر، ثم آخر... في هذا التدفق، يمر الوقت بسرعة ولكننا لا ندرك ذلك.

وهكذا، يمكن للدقائق القليلة التي نقول عنها "دعني ألقي نظرة لدقيقة" أن تتحول إلى ساعات. وعندما ينتهي اليوم، نسأل أنفسنا هذا السؤال:

"ماذا فعلت اليوم؟"

2. يزيد من تشتت الانتباه

كل محتوى يقدم شيئاً مختلفاً. في أحدها مقطع فيديو مضحك، في آخر مشاركات معلوماتية، وفي آخر وصفات طعام…

لكن هذه المحتويات المتغيرة باستمرار تجعل من الصعب على عقلك التركيز على شيء واحد. وهذا يؤدي إلى انخفاض الكفاءة في العمل، تشتت الانتباه في المحادثات، وفقدان السلام الداخلي.

3. يمكن أن يضعف ثقتنا بأنفسنا

غالباً ما تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان الذي تُعرض فيه أفضل النسخ. صور جميلة، بيوت مثالية، موائد عشاء عائلية سعيدة، وظائف ناجحة…

حتى لو لم تجعلنا هذه المحتويات تعساء، فقد تبدأ في جعلنا نفكر، "لماذا لست هكذا؟" وهذا التفكير يمكن أن يقوض ثقتنا بأنفسنا ببطء.

4. يمكن أن يلقي بظلاله على سعادتنا

تظهر الأبحاث أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يخفض مستوى السعادة. لأن المقارنة تستنزف الطاقة العاطفية.

في حين أن السعادة، لا تكمن في المقارنات، بل في إدراك اللحظة الحالية.

5. يصعب التعاطف وبناء الروابط العميقة

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قد نشعر وكأننا "نتواصل" مع مئات الأشخاص. لكن الروابط الحقيقية تحدث في اللحظات وجهاً لوجه. النظر في عيني شخص، رؤية ابتسامته، إيجاد معنى حتى في صمته…

هذا العمق لا يحدث على الشاشة. لهذا السبب، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تضعف بمرور الوقت قدرتنا على بناء الروابط.

6. يمكن أن يخل بتوازننا العاطفي

الأخبار السلبية، التعليقات الغاضبة، التعرض للمضايقين… عندما تتراكم كل هذه الأمور، يمكن أن نصبح أكثر حساسية عاطفياً.

في البداية قد نقول "أنا فقط أشاهد"، ولكن ما نشاهده يؤثر بشكل مباشر على مزاجنا، وأفكارنا، ومشاعرنا.

7. يدفعنا للاندفاع في سرعة الحياة

وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بشيء جديد في كل لحظة. اتجاه جديد، فكرة جديدة، أزمة جديدة… في خضم هذه الكثافة، قد ننسى الإيقاع الطبيعي للحياة.

تعلم التنفس، الاستراحة، التباطؤ يصبح بعيداً. ونستمر في الجري بنفس الوتيرة.

8. نبتعد عن التغيير

يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تعطينا رسالة مفادها "كل شيء على ما يرام". لكن في الحقيقة، معظم المحتوى عبارة عن نسخ مثالية للأشخاص. ليست قصصاً حقيقية، بل مظاهر مثالية.

ولهذا السبب نجد صعوبة في تقييم حياتنا. "لماذا لا أتقدم؟" "لماذا يبدو الآخرون أكثر سعادة؟"

ومع ذلك، فإن حقيقة الحياة ليست كما هي على الشاشة، بل كما نعيشها نحن.

9. يشكل عاداتنا

المحتويات التي نشاهدها، توجهنا نحو سلوكيات معينة. ربما تجعلنا نشعر بأننا يجب أن نشتري منتجاً معيناً، ربما توجهنا نحو نمط حياة معين.

هذه المحتويات، يمكن أن تخلق عادات لا شعورية. وهذه العادات، يمكن أن تشكل حياتنا دون أن ندرك ذلك.

10. نحاول ملء الفراغ الداخلي

أكثر الأوقات التي نقضيها، هي اللحظات التي نشعر فيها بالفراغ. عندما نكون وحدنا، عندما نشعر بالتعب، أو عندما نكون حزينين، فإن أول مكان نلجأ إليه هو وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن ما يملأ هذا الفراغ، ليس الشاشة، بل اتصالنا بأنفسنا.

إذن، كيف يمكننا الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بوعي أكبر؟

1. استخدم بوقت محدد قبل أن تمسك بهاتفك، اسأل نفسك هذا السؤال: "هل استخدام هذا مهم حقاً الآن؟"

2. نظم عادات المتابعة لديك تابع المحتوى الذي يحفزك ويثقفك. ابتعد عن الحسابات التي تستنزف طاقتك.

3. تحكم في وقت الشاشة يمكنك التحكم في وقت الشاشة من إعدادات هاتفك. يمكن أن تظهر لك التقارير الأسبوعية مقدار الوقت الذي قضيته.

4. استخدم في ساعات محددة خلال اليوم على سبيل المثال، لا تستخدمه في الساعة الأولى بعد الاستيقاظ صباحاً أو قبل ساعة من النوم ليلاً. بهذه الطريقة، تقوم بإنشاء حدود واعية.

5. حاول استبداله بلحظات حقيقية حاول قضاء الوقت الذي كنت ستقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، في قراءة كتاب، المشي، أو التحدث مع أحبائك.

في الختام...

وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تكون أداة رائعة للوصول إلى المعلومات، والتواصل مع الناس، والترفيه. ولكن في الوقت نفسه، يمكنها سرقة وقتنا، وتشتيت انتباهنا، وتشويش عالمنا الداخلي.

تذكر أن: كل دقيقة من وقتك ثمينة. وهذه الدقائق، يجب أن تقضيها في أشياء تغذيك.

اعتباراً من اليوم، يمكنك البدء في التركيز على حياتك، وليس على هاتفك. لأن الحياة، ليست على الشاشة، بل تعيش هنا والآن.

شكراً جزيلاً لقراءتك هذا المقال. آمل أن يمنحك منظوراً جديداً ويساعدك على اتخاذ خيارات أكثر وعياً في حياتك اليومية.

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!