مقتطف من كتاب: تذكري أنك امرأة

للكاتب: بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

لا تحكمي على أباك وأمك

الكثير من النساء تشتكي من نفس الشيء

كل من دخل حياتي كان مثل أبي، مثل أمي 

كل من تنتقد أحد أبائها لكونه غير مهتم، أو لكونه قاس يدخل حياتها أناس تشبهه

"لن أكون أبدا مثل أمي !" أو " لن أتزوج أبدا بشخص مثل أبي !"

استعدي! في المتوسط، ستصبحين تماما كأمك ما بين سن 35ـ40 سنة، وستلاحظين أيضا أن زوجك سيبدأ بالتصرف كأبيك

كل من انتقدته في حياتك، ألم تقابلي أمثاله ؟ فكري

اكتبي هذا من فضلك

من انتقدت لحدود اليوم؟ ماذا عشت ؟

ما عشته قد انتهى، لكن يبقى احتمال تحقق ما لم تعيشينه بعد قائما. يجب أن تنظفي كل ما انتقدته من أحداث

من أكثر ما تنتقده النساء خطئا، عندما تنظر لصديقتها المرتبطة بشخص متزوج. فتستاء بغضب " هل يعقل أن تدخلي في علاقة مع شخص متزوج؟"، ثم تعيش بعد ذلك هي أيضا علاقة مع شخص متزوج

إنه نظام غريب. كل من تكلمت عنه، ستعيشين نفس ما عاش

إنها حكاية حياة حقيقية

في يوم جاءت امرأة فقالت لي

"ارتبط ابني بامرأة سيئة"

تنطوي هذه الجملة على حكم

فقلت: ماذا تعني امرأة سيئة؟

قالت: أنت تعلم

قلت : لا، لا أعلم

فردت: نحن عائلة صاحبة عرض وشرف، افهم

لقد كان قصدي في الواقع هو أن أحسس هذه المرأة أن ما قالته ينطوي على حكم في حق شخص معين

فكررت من جديد: ما معنى امرأة سيئة؟

قالت: تلك المرأة كانت على علاقة برجال آخرين من قبل، والحال أننا عائلة ذات شرف

سألتها: هل ابنك يحبها؟

لقد سألتها ذلك، لأنها كانت تنتج من الطاقة ما سيجعل الابن، إن وض أمام  اختيار، سينبذ أمه ويختار حبيبته.. الأم أيضا لكونها تعتبر نفسها أفضل من تلك التي وصفتها بالمرأة السيئة، ستجعل أغلى مخلوق، أي ابنها، يفضل المرأة السيئة على أمه. فستنبذ الأم نتيجة ذلك لتبدأ في مواجهة ما أصدرته من أحكام ومخاوف. الأم لا تزال تجهل هذا الأمر

سألتها بعد ذلك

"ابن من انتقدت في الماضي؟ ابن من وصفته بالإنسان السيئ وحكمت عليه نتيجة ذلك؟"

ردت المرأة : وما علاقة ذلك بالموضوع ؟

قلت: فكري لنرى

فكرت ثم بدأت كلامها قائلة : أنا وزوجي الحالي

قلت : توقفي هنا ! زوجك الحالي... هذا يعني أنه بالإمكان أن ينفصل الإنسان عن زوجه ويتزوج غيره، قد يعيش أكثر من علاقة

قالت:أنا وزجي الحالي، كنا ننتقد طوال فترة من الزمن ابنة أختي بالقول : هل من المعقول أن تدخل الفتاة في هذا الوقت المتأخر إلى بيتها؟

قلت: هل كنت تنتقدين ابنة أختك لمجيئها المتأخر إلى البيت وتتساءلين عمن كانت برفقتهم وتبدين أحكاما دون سبق معرفة؟ 

أجابت: نعم، مع الأسف

سألتها: هل أظهرت غضبك تجاه أختك وانتقدت أمومتها؟

قالت: كيف عرفت بالأمر؟

قلت: حسنا، هل يوجد في محيطك من ينتقد أمومتك؟

قالت:أبي طوال الوقت يردد على مسامعي " أين وجد ابنك هذه المرأة ؟ أي نوع من الأمهات أنت ؟

كل ما تفعلينه يعود لك بشكل من الأشكال! لو شملك محيط الدائرة سيشمل ابنك بدوره.. لذلك من الضروري تنقية وتنظيف ما بداخلك

قصة حياة أخرى

في يوم من الأيام جاءت لمقابلتي في إحدى الحصص الفردية، امرأة ممن يصف العديد من الناس أمثالها بالجميلة. جلست وبدأت تروي قصة حياتها

تزاول وظيفة محترمة، لديها سيارة رياضية، ووضعها المادي جيد جدا

تمتلك حياة ترغب فيها كل النساء تقريبا

:أول ما قالته هو الآتي

حبيبي يخونني

طورت ذاتها ومظهرها الخارجي وتعليمها بواسطة وضعها المادي،  معتبرة كل ذلك ضمانا لها

أحيانا نفكر فقط بما يرى من خلال المظهر ونحس أننا أفضل من الآخرين. لو كانت هذه سيارتنا، فسيأتي يوم زوالها. لو كان متاع وأموال فقد يأتي يوم نتعرض فيه للإفلاس، قد نتعرض لديون ضخمة. إذا كنا نعتقد أنفسنا مثقفين، فقد يأتي يوما لن ينفع فيه ما تعلمناه شيئا

كل ما يجعلنا نحس أننا أفضل من الآخرين، سيأتي يوما نفقده فيه. بل حتى قول "لن تستطيع أن تطهو مثلي!" سيكون سببا في خلق كارما. تخيلي كم تخلقين من الكارمات ثم تصبحين مضطربة للغاية

قلت: هل خانك حبيبك، حسب ما تفكرين فيه،  مع امرأة أقصر منك طولا بدينة قبيحة الشكل ؟

:وقفت قائلة

"كيف عرفت ذلك؟ هل تعرفها؟"

قلت: دعيني أخمن، إنه سعيد جدا معها

قالت:إنه يحبها أكثر مما أحبني! هي أكبر منه بثمان أو تسع سنوات، أرملة، ولها طفلين. هما سعيدان للغاية

حبيبها كان يشغل منصبا مهما بإحدى الشركات

قلت: هل سبق لك ورأيت المرأة التي خانك معها حبيبك؟

ردت بالإيجاب

قلت: بماذا أحسست عندما رأيت تلك المرأة ؟

قالت: ماذا سأحس، إنها عاملة تحضر الشاي ! كانت عاملة بسيطة مكلفة بتحضير الشاي

عندما وضعت نفسك في القمة وتلك المرأة في الأسفل، فقد بعثتي لها بذلك بركتك، وجلبت نحوك قدرها السلبي... هذا نظام الحق الإلهي الغير مرئي. كل من ترينه أسفل منك، تمدينه بما لديك من إيجابيات، وتأخذين عنه مشاقه

كل من تصدرين أحكاما في حقه، إما أنك ستقومين بنفس ما فعله، أو ستعظمينه، أو ستسلمينه نصيبك