الجزء السابع من كتاب: لغة الكون الإلهية. الحفاظ على التوازن

الجزء السابع من كتاب: لغة الكون الإلهية. الحفاظ على التوازن

مقتطف من كتاب: لغة الكون الإلهية.. الإستيقاظ

للكاتب: بولينت كارديان أوغلو

ترجمة : أميمة الزمراني 

 

 

 

حتى لو كنت أفضل لاعب سيرك في العالم لن تتمكن من الحفاظ على التوازن وستسقط من الحبل

في كل الفترات التي مررت منها بحياتي عدت مرات كثيرة لنقطة الإنطلاق. ظننت أحيانا أن ما كنت أقوم به من محاولات غير نافع للغاية. قرأت كتبا، طبقت ما قرأته لكنني لم أكن متوازنا. كنت أصلح حالي ثم أعود بعدها لأجد نفسي في الهاوية

عندما كنت أشعر بتحسن كان كل من حولي يرددون " لماذا أنت مرتاح لهذه الدرجة ؟ هل جننت ؟ كيف يمكن أن تكون مرتاحا وأنت لك من هموم الدنيا ما لا يعد ولا يحصى؟ كم أنت بارد الدم ؟ هل الحياة سهلة بهذا القدر؟ لماذا أنت سعيد هكذا ؟" فكانت معنوياتي تتدهور نتيجة نظراتهم الإستهزائية

عندما سامحت كل من خانني وآذاني قال لي الجميع  " كيف يمكن أن تسامح بهذه البساطة ! لو كنت مكانك لما سامحت أبدا، ولجعلتهم يدفعون ثمن ما قاموا به! هل كنت لتتركهم دون حساب ؟" . فكنت عندما أسمع لومهم هذا أنساق نحو أفكار سلبية دون أن أشعر.  وكلما انخفضت معنوياتي كنت أتقهقر إلى الهاوية ثانية. فكان يقول لي من حولي : هل رأيت ؟ كل ما تفعله غير نافع في شيء!  كل هذه تفاهات ! هل كان سيتحسن حالك لو فكرت إيجابيا ! هل ستحصل على ما أنت دائن به وستؤدي ما أنت مدين به بمجرد فكرة إيجابية ! لا تكن أبله 

كانت كلمة واحدة ممن أحبهم وردود أفعالهم وتصرفاتهم كافية لإبطال كل ما اشتغلت عليه لمدة، فأعود لنقطة الصفر من جديد

حتى أنني بدأت أشك في صحة معلوماتي نتيجة سماعي ما يقوله من حولي وخصوصا من أحبهم. ففكرت غير ذي مرة : هل تراني في الطريق الصحيح ؟ هل كل هذا هذيان ؟ أمام صعوبة الحياة لماذا أكتفي بالتفكير إيجابيا عوض إبداء ردود أفعال ؟ هل يجب أن أتصرف كالآخرين ؟ هل يجب أن أنصت لما يقولونه؟

واجهت طيلة حياتي عدة صعوبات، ومررت من عدة مشاكل. في تلك الأثناء كنت دائما أتعلم شيئا جديدا، اكتشفت أشياء جديدة في نفسي وتعرفت عليها أكثر فأكثر مع كل حدث عشته

أدركت أنني عندما أسمع وأفكر بما يقوله الآخرون وما يبدونه من ردود فعل أفقد توازني

فهمت في هذه المرحلة أن من أهم الأشياء في حياتي هي الحفاظ على توازني

لم أكن أتمكن من الحفاظ على التوازن أمام حدث سلبي عشته. وكنت عندما ألتقي من ظننت أنني سامحتهم أحس بالقشعريرة. فأفهم أنني لم أسامحهم بعد

كنت أغضب، وتنهار أعصابي ولم أكن أتمكن من السيطرة على نفسي. كنت أحس نفسي كلاعب السيرك الذي يحاول المشي فوق الحبل، كلما فقدت توازني سقطت أرضا، جسر الصراط يشبه هذا الأمر غالبا

فهمت بعد ذلك أن أهم سبب كان وراء إصغائي لما يقوله الآخرين هو مخاوفي

بسبب خوفي من أن أخطأ، حاولت دائما أن أتقن كل ما أقوم به. لكنني كلما خفت من ارتكاب خطأ كنت أرتكب العديد منها. بسبب خوفي من الفشل، معتقدا أنني لن أفلح، إما أنني لم أبدأ ما كنت أنوي القيام به وإما حاولت القيام به على أحسن وجه لكي لا أترك مجالا لأن ينتقدني أحد. متى يدافع المرء عن نفسه؟ حينما يخاف الإتهام، حينما يخاف كلام الآخرين، حينما يخاف ارتكاب خطأ، حينما لا يكون واثقا من نفسه، وأيضا حينما يكون حقا مذنبا

بسبب خوفي من الإتهام، أتذكر جيدا أنني اتهمت لمرات عديدة باطلا. في السابق كنت أغضب كثيرا، عندما كنت أراهم يتحدثون عني وكأنني أنا المسؤول. وكنت دائما أضطر أن أدافع عن نفسي. لكنني أدركت عندما عدت لتحليل ما بداخلي، أن كل ما حصل كان نتيجة خوفي من أن أتهم

كنت أعلم أن لجعل من شيء عادة أو لتثبيت أسلوب تفكير جديد يجب القيام بذلك طوال 21 يوما. لذلك قررت أن أجرب الأمر. كررت كل تأكيداتي يوميا مع أخذ شهيق وزفير عميقين بواسطة الأنف. حتى أنني قمت بذلك كلما خطر ببالي. مع كل فرصة، كتبت كل ما يضايقني من أحداث وأشخاص على ورقة بيضاء خالية من السطور ثم مزقتها ورميتها. كلما غضبت من أحد تنفست بعمق من أنفي وقلت بداخلي " أنا أتقبلك على حالك، وأسامحك ..." لكن مدة 21 يوما لم تكن كافية لي، استغرق حفاظي على توازني مدة ثلاثة أشهر أو أكثر. صعب علي كثيرا الحفاظ على التوازن، لكنني تمكنت من ذلك في نهاية المطاف

نعم، نجحت في أن أكون متوازنا. لكن حتى الآن، وكجميع الناس، عندما تأتي ببالي من حين للآخر، الأفكار السلبية القديمة، تكبر بداخلي من جديد أحاسيس سلبية. غير أنني سرعان ما آخذ نفسا عميقا من أنفي وأكرر تأكيداتي فتختفي تلك الأفكار من ذهني

التدبدبات متعبة جدا. العيش في توازن إحساس جميل. حمدا وشكرا لله

أنا أدرك أن ما أطبقه من تقنيات تنجح ببقائي متوازنا

" أنوي أن أكون متوازنا"

" ليفعل الآخرون ما يريدون، وليقولوا ما يشاءون فهذا لا يغير شيئا من قيمتي"

"أتقبل وأسامح كل ما أعيشه من أحداث وكل شخص"

أدرك أن ما للآخرين من أفكار سلبية  تجاهي هي نابعة مما يعيشونه، وأما بالنسبة لي فهي امتحان للتقبل بتسامح وحب، وللحفاظ على التوازن

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!