نقطة الشفاء

نقطة الشفاء

مقتطف من كتاب : تذكري أنك امرأة

للكاتب : بولينت كارديان أوغلو

ترجمة وتقديم: أميمة الزمراني

نقطة الشفاء

 

أكبر خلل نعاني منه جميعا الآن، كوننا لم نكن محبوبين عندما كنا أطفالا، ولم نتلقى الحنان الكافي، ولم ننعم بالإهتمام. جرحنا بشكل من الأشكال... وعاينا أباءا وأمهات مقهورين

الروح تجرب التعاسة قبل أن تتذوق السعادة

الروح تذوق طعم الأسر قبل الحرية

تجرب اليأس قبل الثقة في النفس

نقوم بتمديد القوس حتى نتمكن من رمي السهم. بقدر ما نمدد القوس يرمى السهم بعيدا. تخيلي أن ما عشته لحدود اليوم من أحداث سلبية قد مددك كقوس.  لكنك عوض أن تنطلقي كالسهم بسرعة نحو الأمام تشاجرت على الدوام مع الأشخاص  وما عشته من أحداث

دام عدم الصفح والمسامحة مدة طويلة. عوض أن تستغلي ما تبقى من الزمن لتجعليه أفضل انشغلت على الدوام بما جرى في الماضي. اختلقت دائما الأعذار

كيف سأسامح؟ هل من السهل نسيان ما حدث؟ أو أنك عاتبت ووجهت اللوم لنفسك. أنت في نفس المكان لسنوات لأنك انشغلت بما حدث. وعاتبت الآخرين لسنوات

إذا كان لك من الوقت ما يكفيك فاستمري في الإنشغال بذلك

لقد مر وانتهى. انتهت هذه الحسابات. لنتقبل الأمر. لقد تجاوزت الحدود المعقولة. أنت في الهاوية

ينطلق المرء نحو الشفاء من نقطة " هذا يكفي !". بالنسبة للعنيدات، اللواتي ترددن أنا أعرف كل شيء، باستطاعتي حل المسألة، أنا مثل الرجل، سيصلن لهذه النقطة مرات عديدة في حياتهن

" يا إلهي، أنا لم أعد أتحمل. ما سبب وجودي في هذه الحياة؟ أجبني أو اقبض روحي؟" كم مرة قلت هذا في نفسك

نصحتك عائلتك لسنوات أن تعيشي بشرف، وأن تكوني جدية، أن تجني المال من الحلال، وأن تعملي بكد. وهل استطاعوا تعليمك كيفية العيش في سعادة؟  لا يمكن لأبوين غير سعيدين أن يتحدثا لأبنائهم عن السعادة. السعادة والهناء لا يعلمان بالكلام، وإنما بعيشهما ومشاركتهما.

عندما تبدأ المرأة بإنتاج طاقة ذكرية، تنتج دون وعي طاقة عنيفة وتدخل في صراع مع الرجال. ويتحول هذا الصراع مع مرور الوقت إلى منافسة

إذا أنتجت المرأة طاقة ذكرية وهي غاضبة من أبيها و/أو الرجال، ستشكل مضايقة وتهديدا لمن حولها من الرجال دون وعي من خلال التخاطر الذي تنتجه الطاقة الفكرية. هذا يبدو لأول وهلة غير منطقي. لاوعيك يتواصل مع لاوعي الآخرين عن طريق التخاط

لن تتمكني لا أنت ولا غيرك من إدراك الأمر بوضوح تام. فالواقع أن كل الناس يتواصلون بهذه الطريقة

إذا استيقظت صباحا وبداخلك غضب تجاه الرجال، فهم سيسمعونك بشكل من الأشكال. وبالتأكيد ليس عن وعي. إذا كنت امرأة وتنتجين طاقة ذكرية، فالنساء أيضا سيسمعونك وسيبعدونك عنهن

أغلب النساء في هذا الوضع يجذبن نحوهن رجلا يعذبهن، لتصير موضوعا للنميمة بين النساء الأخريات. والغريب أن من تنتج طاقة ذكرية لا يكون لها صديقات. وبالرغم من اشتباكها مع الرجال يكون أقرب صديق لها رجل

خذي نفسا الآن، وأمعني النظر في حياتك من هذا الجانب خمسة إلى عشر دقائق. هل لاحظت أنه بقدر ما أنت غاضبة تجاه الآخرين بقدر ما تتلقينه من ردود فعل؟

هل سبق ودعوت هذا الدعاء؟

" أعطني يا إلهي قوة لأتجاوز كل الصعاب"

هل تدركين ما تجذبين نحوك بواسطة هذا الدعاء؟

" أعطني يا إلهي الصعاب أولا ثم القوة اللازمة لتحملها "

يعيش الرجل عادة مركزا على القوة والمراقبة. هذا ضروري لطبيعته. أما طبيعة المرأة فهي الإبداع، الإنتاج، المرح، المزاح. هذه هي الطاقة الأنثوية. تعلمنا من أسلافنا أن الضحك والتعبير عن مشاعرنا أمر خاطئ. الضحك ممنوع على مائدة الأكل، الرجل لا يبكي، ممنوع ضحك المرأة أمام الناس، الأشياء السهلة لا قيمة لها

هل أدركت أنك إلى حدود اليوم لم تختاري سوى الصعب؟

هل تدركين أنه كلما اخترت الصعب ستصعب حياتك، وستتصلب طاقتك، وسيشبه جسمك جسم الرجل شيئا فشيئا، وستتغير حالك وتصرفاتك لتشبه حال وتصرفات الرجل ؟

هل فكرت يوما في سبب جذبك الصعب ؟

 أردناك أن تكوني صبيا لكنك ولدت صبية. لم نكن نود إنجابك. ابنتي مثل الأسد، قوية كالرجل. ابنتي لديها القدرة لمواجهة أي شيء، أو أنت لا تصلحين في شيء

إذا كنت قد سمعت إحدى هذه الجمل وتأثرت بها، فستختارين الصعب من أجل إثبات نفسك لأمك وأبيك وللغير، وستصعبين حياتك وتجعلينها مؤلمة

حاولت دائما أن تثبتي نفسك للآخرين لكن ماذا حدث ؟ ماذا كسبت؟ تعبت فقط

غيري هذا القدر

انوي العيش من الحلال بسهولة وبطريقة صحية. توقفي عن حب وجذب الصعب. أنت لست مجبرة على إثبات نفسك لأحد، فأنت بعد العيش من الحلال، لن تحاسبي إلا من طرف الله تعالى

هناك نقطة مهمة يجب أن تشفى. كيف ترين نفسك عندما تنظرين للمرآة ؟

هل ترين جسما جميلا وسليما؟ أم جسدا تعيسا؟

هل ترين جسدا بدينا؟

كل ما ترينه في المرآة ليس ملكا لك. هو فقط أمانة من الله. ليس من حقك أن تتذمري من الأمانة، وتشتكي منها، وتتعبيها فيما لا فائدة منه، وتسيئي تغذيتها، و تحملي تجاهها اللوم والكره

تمرين للمصالحة مع جسدك

افركي يديك، وضعيها فوق قلبك، ثم قولي ما يلي بصوت مرتفع لجسدك الأمانة

 جسدي الحبيب أنا أدرك أنك أمانة لدي. أدرك أنه ليس من حقي أن أتعبك وأعاملك بسوء. أعتذر منك. أطلب منك الصفح وأحبك على طبيعتك. أعدك أنني سأعاملك بلطف. سامحني من فضلك. أشكرك. ما أحلاك

En güncel gelişmelerden hemen haberdar olmak için Telegram kanalımıza katılın!